لندن \ وكالات \ «سأعود إلى فلسطين، إلى رام الله، أصبحت غربتي وغربة زهوة لا تطاق. فقدنا الأمن والأمان برحيل أبو عمار. في كل يوم يمرّ منذ رحيله، أشعر بالفراغ المقلق والحزن المميت»، هكذا جاء رد سهى أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على سؤال عن حالها وابنتها بعد أربعة أعوام على رحيل الزعيم التاريخي.
في مالطا التي انتقلت إليها من تونس بسبب خلافات، يمرّ الوقت ثقيلاً على عائلة عرفات. وتقول سهى لـ«الحياة»: «كان يحمل همّ كل عائلة فلسطينية ويهتم شخصياً بهمومها الكبرى والصغرى، من بناء وطن وقيام دولة إلى الأمور اليومية، وكذلك عائلته الصغيرة، أنا وزهوة... انظري إلى ما حل بالوطن والقضية وبالإرث السياسي... اشتاق إليه اليوم، وكذلك كل فلسطين. كل المصائب تهون وتصغر ويمكن نسيانها، إلا الموت، فأوجاعه تتعمق وتكبر».
وتضيف: «في حياة أبو عمار عندما أمرنا أنا وزهوة بالخروج من غزة بعدما قصفت إسرائيل منزلنا، ورفض عودتنا إلى رام الله لأنه كان يعتبر نفسه جندياً شجاعاً يرفض أن تكون ابنته وزوجته دروعاً بشرية لحمايته، لم أكن أشعر بثقل الغربة والشوق إلى الوطن كما أشعر به اليوم. كنت مطمئنة على مستقبل حلم الدولة، متأكدة من ضمانة الوحدة الفلسطينية، واليوم أترقب أخبار وحدة الصف، وأصلّي لمستقبل القضية».
عبر الهاتف، يأتي صوت زهوة ابنة الثالثة عشرة في حوار سريع قبل دقائق من مغادرتها إلى المدرسة: «لدي امتحانات، وهي مواد صعبة... أتمنى لو كان والدي معي ليصلّي لنجاحي». هذا الوالد الذي تتذكره زهوة «قائداً ومناضلاً محبوباً من شعبه... أذكر اتصاله الهاتفي بنا كل يوم، وتوصيته لي بالاهتمام باللغة العربية وقراءة القرآن. ذهبت مع والدتي إلى المملكة العربية السعودية وأدينا فريضة الحج والعمرة... هذا سيفرح والدي».
تبكي زهوة وهي تتذكر يوم رحيل والدها: «طلبت من خالتي ليلى عدم الذهاب إلى المدرسة، وشعرت أن شيئاً كبيراً حصل، ذهبت إلى غرفتي واقفلت الباب وبكيت طويلاً... ثم اتصلت والدتي وهي تبكي». زهوة تحلم، وهي تحمل نواة موهبة في الرسم والموسيقى، «بالحرية والسلام ونهاية الحروب... والكثير من الرسم والعزف على البيانو».