حين طلب اهود اولمرت خلال زيارته' لقيادة منطقة غزة العسكرية، من الجنود توجيه الاسئلة له، لم يتوقع بكل تأكيد، اقولا عنيفة وشديدة اللهجة، كألتي سمعها من جندي يخدم في الوحدة رقم 890 من لواء المظلات.
واضافت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، 'ان جنديا يخدم في الوحدة المذكوره، هاجم اولمرت بعبارات شديدة، متهما اياه بالتنازل عن الدولة في الوقت الذي يقدم فيه الجنود حياتهم على مذبحها.
وتوجه الجندي، لرئيس الوزراء قائلا: 'سيدي رئيس الوزراء، انا من سكان مدينة القدس، درست في المدرسة الدينية الحكومية، واريد ان اقول لك شيئا، نحن مستعدون للموت على هذه الارض، وانت تتنازل عن القدس'.
وفضل اولمرت الاجابه على هجوم الجندي بالشكل المطول والهادئ قائلا له: 'ان كل حبة تراب من نهر الاردن الى البحر الابيض اسرائيلية، وجزء من ارض اسرائيل، وحين تحفر في هذه الارض، فلن تجد فيها كتب واثار جد جد ياسر عرفات، ولكنك ستجد التاريخ اليهودي، ومع ذلك يعيش بين النهر والبحر اربعة ملايين فلسطيني، وعلى اسرائيل ان تقرر هل تريد ان تتحول الى دولة تضم الجميع، او الى دولتين وادارة يهودية ديمقراطية، واخرى فلسطينية، واذا توصلنا لنتيجة، فان الحل يتمثل في اقامة دولتين بذلك يجب علينا نقل ارض لهم'.
وواصل اولمرت اجابته المطولة، حيث تعرض الى مدينة القدس قائلا: ' لم اتنازل عن جبل الهيكل والاماكن المقدسة مطلقا، كونها اماكن امها اليهود في صلاتهم على مدى 200 عام، ومع ذلك لا اجد يهوديا واحدا يصلي لمخيم قلنديا او ابو ديس، ويوجد هناك 300 الف مواطن عربي لا تربطهم باسرائيل اي علاقة او رابط، ونحن نرى بهم جزء من القدس، وفي حقيقة الامر، لا نقوم بغير تزويدهم بالخدمات البلدية ودفع مخصصات التأمين الوطني لهم '.
ورغم ان الجندي لم يسأل سؤلا اخر، الا ان الضباط الذين حضروا اللقاء، لم يعجبهم ما شاهدوه، وقال بعضهم ' رغم اننا على عتبة الانتخابات العامة، لكن لا يوجد اي سبب يبرر تسلل السياسة لصفوف الجيش'.
واضاف ضابط اخر ' الجندي لم يتصرف كما هو متوقع منه، ووجه سؤلا سياسيا، وكان على رئيس الوزراء، ان لا يدخل في مثل هذه المواضيع، خاصة مع المقاتلين يجب ان تبقى السياسة خارج الجيش'