لقاء مع الدكتور أشرف الكردي (الطبيب الخاص للرئيس الفلسطيني الراحل/ياسر عرفات لمدة تزيد عن 25 عاماً)سها عرفات تعمدت تأخير وصولي للمقاطعة
أجرت صحفية "تريش سكوه" لقاءاً مع الدكتور أشرف الكردي (الطبيب الخاص للرئيس الفلسطيني الراحل/ياسر عرفات لمدة تزيد عن 25 عاماً)، يوم الثامن عشر من كانون ثاني (يناير) 2005 ولم ينشر إلا يوم 25 نيسان (أبريل) الماضي في صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية وفيما يلي نص اللقاء حسب ما ترجمته صحيفة"القدس العربي":
** دست الصحافة الأميركية بأن ياسر عرفات كان مثلياً و مات بسبب الإيدز. هل أنت مدرك لذلك؟
الكردي : سمعت إشاعات بأنه مات بالإيدز و لكنني لم أسمع عن إشاعات بأنه كان مثلياً. قمت بعمل فحوصات (HIV) الخاصة بمرض الإيدز عدة مرات له من قبل كإجراء روتيني. و لم تكن النتائج تشير إلى ذلك على الإطلاق.
** متى كانت آخر مرة أجريت له فيها فحصاً؟
الكردي : قبل ستة شهور من وفاته. لقد أخبرني الأطباء التونسيون أنهم أجروا له هذا الفحص في رام الله و كانت النتيجة اعتيادية.
** هل كان عرفات يعاني من أية مشاكل صحية مستديمة؟
الكردي : لا، و بغض النظر عن الرجفة الحميدة في شفتيه و يديه، فلم يكن يعاني من أي شيء آخر.
** هل كان يعاني من مرض الشلل الرعاشي؟
الكردي : في الحقيقة تم الكشف عن ذلك عدة مرات. لا. و قد تم فحصه لمرض الشلل الرعاشي عدة مرات.
** منذ متى و أنت الطبيب الخاص لياسر عرفات؟
الكردي : لمدة تزيد عن 25 عاماً.
** هل عالجته بعد حادث تحطم الطائرة في ليبيا؟
الكردي : نعم. لقد أنقذنا حياته من مرض الورم الدموي الثنائي القاسي (bilateral subdural hematoma) و قد نجم عن ذلك تغيرات في حالته الذهنية و مظهره الجسماني. تطور لديه مرض الشلل النصفي (hemiplegia) و عندما أصيب به تم إجراء عملية له في عمان.
** هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى أية حالة طبية فيما بعد؟
الكردي : ليس من أية تعقيدات مهما كان الأمر. لقد أجريت له العملية بسهولة و قد قام بها جراح أعصاب عادي.
** قبل أن تراه للمرة الأخيرة، هل كانت تجرى له فحوصات بانتظام؟
الكردي : أجل، بالطبع.
** شكا عرفات من ألم في المعدة، هل يشير ذلك إلى شيء ما؟
الكردي : لا، فقد كان يعاني من آلام في البطن بين فترة و أخرى و لكن ليس بشكل دائم. و قد أظهر المنظار للأمعاء(gastrointestinal gastroscopy) تهيجاً خفيفاً.
** في السنة السابقة لوفاته، كم مرة شاهدته؟
الكردي : لقد تم استدعائي في اليوم السادس عشر بعد مرضه و عندما ذهبت إليه شاهدت مجموعة من الأطباء التونسيين الذين تم إرسالهم من قبل زوجته إلى رام الله دون دعوتي. و هؤلاء لم يكن لديهم أية فكرة عن صحة عرفات. لم يشاهدوه من قبل على الإطلاق. شاهدت أربعة أطباء مصريين و ثلاثة أطباء فلسطينيين. و بعدما ذهبت إلى رام الله مع مجموعتي فقد توجهت مباشرة إليه. كانت هنالك علامات على التسمم، أظهرتها بقعة محمرة على وجهه و لون صفار معدني على بشرته.
** هل سألك أحد من هؤلاء الأطباء عن تاريخه المرضي؟ أو منذ ذلك حتى الآن؟
الكردي : لا لم يستشيرونني. لم يتحدث إليّ أحد و لا أحداً منهم يعرف شيئاً عن صحته من قبل باستثناء طبيب واحد مصري.
** هل تم الاتصال بك منذ ذلك الحين لأخذ رأيك؟
الكردي : لا،لا ، كانت هنالك تعليمات صارمة بألا يجري الاتصال بي أعطتها زوجته، طبقاً لقادة السلطة الفلسطينية.
** كم مرة أجريت له فحوصات في السنة السابقة لوفاته؟
الكردي : ثلاث مرات.
** هل كان بصحة جيدة؟
الكردي : نعم، كان متعافيا تماماً. و لكن يجب عليّ أن أؤكد أنه تم استدعائي رسمياً في اليوم السادس عشر من مرضه و ليس في بداية المرض، و هكذا لا نستطيع أن نعرف بالضبط متى بدأ المرض. و هذه نقطة هامة جداً . لقد أخبرت سهى عرفات أنه بإرسال الأطباء التونسيين، فإنك أخرت العلاج على زوجك. فجوة تمتد ما بين خمسة أو ستة أيام.
** هل سألت قادة السلطة الفلسطينية عن هذا التأخير الطويل؟
الكردي : لم تكن هنالك أية إجابة جيدة.. لم يجرؤ أحد على قول شيء. أخبرت بأن سهى هي التي ترفض وصولي. لماأعرف. أعرف . و عندما شاهدته قررت أنه لا بد أن يرسل للخارج لأنه بحاجة لفحوصات لا يمكن القيام بها في رام الله. كان هنالك اتصال مع الفرنسيين و كانت استجابتهم فورية. فقد أرسلوا بطائرة و الأردنيون أرسلوا مروحتين لأخذه إلى عمان. لم يعرض أحد عليّ مرافقته إلى باريس، و كلما كنت أسأل عنه لم أكن أسمع أية إجابة مرضية. مرة أخرى بسبب شخص بعينه، يحتمل أن يكون زوجته.
** ماذا كان مظهره الخارجي في آخر مرة شاهدته فيها حياً؟
الكردي : كان قد فقد نصف وزنه. و البقعة الحمراء تغطي وجهه و كان لونه أصفر معدنياً. كان واعياً، يتحدث بل و يمازح. وظائفه الإدراكية كانت متعافية تماماً. بعد ذلك دعوت جميع الأطباء لاجتماع. ووصلنا إلى نتيجة بأنه لديه نقص في صفائح الدم(platelet deficiency )و بعض الأسباب في ذلك لم تكن واضحة و لذلك طلبت تحويله إلى باريس بأسرع وقت ممكن. لكن حتى الأطباء الفرنسيون لم يطلبوا مني تاريخه المرضي السابق.
** هل كان عرفات يعرف بأنه يموت؟
الكردي : أجل، أجل، كان يعرف ذلك و قد سمعته في رام الله يقول أنه يعتقد بأنه جرى تسميمه.
** هل قال من هو و لماذا و كيف؟
الكردي : لا.
** في 25 أيلول 2003 كان هنالك مرض قال بعض قادة السلطة الفلسطينية في المقاطعة بأنه كان بداية لتدهوره جسدياً.ما هو رأيك؟
الكردي : لا أعتقد ذلك، لأنني ذهبت مع فريق إلى رام الله من الأردن للتحري عن جميع الأنواع المعروفة من السموم. أخذنا عينات من دمه و لم يكن هنالك أية سموم أو عدوى إيدز.
** طبقاً للقانون الإسلامي، عندما يكون سبب الموت قابلاً للمساءلة، فهل يتطلب الأمر تشريح الجثة؟
الكردي : هذا صحيح تماما، لقد طلبت أربعة أشياء:
لجنة للتحقيق في صحته و تطور مرضه، و جميع نتائج فحوصات باريس ، ومقابلة الأطباء الفرنسيين.. لقد سألت عن أسباب الوفاة ، وإذا لم تكن تلك الأسباب معروفة طلبت أن يتم تشريح الجثة.
** آخذين بعين الاعتبار أن ياسر عرفات كان شخصية عالمية رئيسية لمدة نصف قرن، ألا يكون هنالك مطالبة بتشريح الجثة ؟ لماذا تم رفض ذلك؟ و من الذي رفض؟
الكردي : جميعهم. كل القيادات التي كانت معه في باريس بما فيهم الرئيس محمود عباس الذي قال أن "لا حاجة إلى ذلك، فقد تم دفنه". و قلت:" ليس الأمر حكراً عليك"
** هل شعرت أن عباس اتخذ القرار بمفرده أم أنه قرار لجنة؟
الكردي : لا أعرف.
** عندما قلت علناً أنه مات مسموماً، هل تلقيت تهديدات ؟
الكردي : لا، السلطة الفلسطينية قالت أنه يتوجب عليّ أن أوصل ذلك لهم و هذا ما قمت به منذ البداية.
** بعض التقارير الإخبارية قالت أن تشريح الجثة سوف يزعج الحكومة الفرنسية؟
الكردي : هذه حماقة. فلا أعتقد أن هذا سوف يزعجهم. إذا مات شخص ما لأسباب مجهولة فإنه من الملزم أن يكون هنالك تشريح للجثة...إلزامي! فهنا في الأردن تم تشريح جثث لعدة مرات في حالات جرمية.
** هل هنالك وقت محدد لإخراج الجثة لتعقب الأسباب الشرعية؟
الكردي : يتوقف الأمر على الوكلاء المستخدمين.
أشك أن عرفات مات بفعل" سم قاتل"، مادة محفزة. و الوفاة كانت بسبب ذلك.