أعرب كبار جنرالات الجيش الاسرائيلي عن تقديرهم ان انفجارا عسكريا واسع النطاق ستشهده غزة خلال الشهرين المقبلين، رغم القناعة السائدة في اسرائيل ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة غير معنية على الاطلاق بتفجير التهدئة. وقال هؤلاء الجنرالات في تصريحات سربت الى وسائل الاعلام امس ان الفلسطينيين يعتبرون يوم 19 كانون الاول (ديسمبر) المقبل يوم انتهاء اتفاق التهدئة الذي أقر قبل ستة شهور في مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس عبر مصر، ويوم 9 كانون الثاني (يناير) يوافق يوم انتهاء دورة حكم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بشكل رسمي .
واعلنت حماس انه بعد هذا التاريخ يصبح ابو مازن رئيسا غير شرعي. ويرون ان هذين التاريخين سيشكلان ذريعة للتنظيمات الفلسطينية لاستئناف المقاومة.
وحتى لو كانت حماس الرسمية غير معنية فان فيها ما يكفي من القوى ذات النفوذ لتفجير الاوضاع، وان لم تفعل هي فهناك قوى من تنظيمات اخرى مثل الجهاد الاسلامي وفتح الاسلامي وغيرهما مستعدة لتفجيرها.
وبناء على هذه الادعاءات يقول الجنرالات ان على اسرائيل ان تكون مستعدة لمجابهة انفجار جديد بكل قوة، حتى لا تعيد الجنوب الاسرائيلي الى حالة حرب استنزاف فلسطينية جديدة.
ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قوله في احد الاجتماعات التي تبحث فيها هذه السيناريوهات العسكرية ان على الجيش ان بعطي ردا شافيا على كل صاروخ يطلق على اسرائيل ولكل عملية عدائية. واضاف انه يريد ان يدرك قادة حماس ان كل ضربة تتلقاها اسرائيل سترد عليها بعشرات الضربات الموجعة.
يذكر ان الجيش اسرائيلي كان قد اعد خطة للهجوم على قطاع غزة منذ عدة شهور. وتتضمن هذه الخطة عدة سناريوهات تنفذ بعدة درجات. أقساها الاجتياح واعادة الاحتلال الكامل وهذه تبدأ بعدة عمليات اجتياح خفيفة تترافق مع سلسلة اغتيالات عينية لشخصيات عسكرية، ولكنها تتضمن ايضا عمليات اجتياح اوسع واعادة احتلال الشريط الحدودي المعروف باسم فيلادلفيا (على طول الحدود بين قطاع غزة وسيناء المصرية) وتوسيع نطاق الاغتيالات ليشمل 'قادة سياسيين متطرفين'. وعند وضع هذه الخطط حرص الجيش الاسرائيلي على تمهيد الاجواء لحرب كهذه لدى الجمهور بالتوضيح انها (أي عمليات كهذه) قد تكلف الجيش عددا كبيرا من الضحايا.
في المقابل حرص باراك على التأكيد ان اسرائيل معنية باستمرار التهدئة ورفض المطالب التي يطرحها اليمين بان يعاد احتلال قطاع غزة لاطلاق سراح الجندي الأسير غلعاد شاليت، وقال ان التهدئة تساعد اكثر على اطلاق سراح شاليت، ولكنه في الوقت نفسه يعطي قيادة الجيش الحق في ان تقرر اي خطوات عسكرية تريدها، ولم يعترض على القيام بعمليات حتى خلال التهدئة، مثل العمليات التي تمت في الاسبوع الاخير في جنوب شرقي القطاع وبخان يونس والغارات الجوية التي قتل فيها فلسطينيون.
ويرى مراقبون ان تفيذ عميات عسكرية اسرائيلية ناجحة في قطاع غزة او غيرها يساعد باراك في معركته الانتخابية، فهو في محالة يرثى لها من الناحية الجماهيرية. والاستطلاعات تشير الى ان حزب العمل تحت قيادته سينهار ويخسر ثلث قوته وربما اكثر. والجمهور ينسى الرصيد العسكري الغني الذي يحمله باراك كرئيس اركان سابق للجيش وقائد لعشرات العمليات الجريئة داخل دول عربية وحامل اكبر عدد من اوسمة الشجاعة في تاريخ الجيش الاسرائيلي، وعندما يسأل الجمهور اليوم عن الشخصية التي يثق بانها قادرة على مجابهة التحديات العسكرية لاسرائيل من ايران وحزب الله وحماس وغيرها يختارون بنيامين نتنياهو في المقام الاول وليس باراك. وهو يريد ان يذكر الجميع بانه رجل الامن رقم واحد بين القادة السياسيين في اسرائيل اليوم.